الأحد، 11 سبتمبر 2016

طب العيون عند الأطباء المسلمين(الكحالة) ج 1....د.زكية القعود

العين : عضو حساس آلي باصر مركب من صفاقات ورطوبات وأغشية(2)ورباطات وأوردة وشرايين وأعصاب وعضلات، إضافة إلى غضاريف ولحم غددي وشحم(3). ومجمل ما تتكون منة العين أحد عشر جزءا.
تطور طب العيون على أيدي الأطباء المسلمين، حتى أصبح فرعا من فروع الطب الأخرى، وذلك لانتشار أمراض العيون في البلاد الحارة، كمصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية(4). ولاهتمام الأطباء المسلمين الشديد بدراسة العين شرحوا عيون الحيوانات، مما أتاح لهم فرصة التوصل إلى الكثير من الحقائق العلمية التي لم يتوصل إليها الأطباء اليونان في هذا لمجال .
هذا وقد احتل طب العيون جزءا كبيرا من مؤلفات الأطباء المسلمين ؛ إذ خصصوا له أبوابا(5) متفرقة في مؤلفاتهم ، مما جعله يشق طريقه نحو التكامل والتخصص. وقد ذكر لنا ابن أبى أصيبعة أسماء أكثر من ثلاثين كتابا عربيا في أمراض العيون، وأسماء مؤلفيها من أطباء العيون المسلمين، بالإضافة إلى الموسوعات الطبية العربية التي تناولت هذا المجال، كـ"القانون" لابن سينا و"الحاوي " للرازى و"التصريف" للزهراوى، وغيرهما(6).
و من إسهامات الأطباء المسلمين في هذا المجال على سبيل المثال لا الحصر:
-       أنهم اتبعوا أسلوبا جديدا في تصنيف الأمراض ودراستها وعرضها عن طريق التجربة والمشاهدة .
-       أنهم وصفوا لأول مرة في تاريخ الطب بعض الصور السريرية "كالساد المرضي".
-   كما عرفوا طبيعة بعض الأمراض التي كانت قد عرفت من قبل على أنها ناجمة عن أسباب أخرى، كمعرفتهم للطبيعة الالتهابية للسيل القرني(7)، واكتشفوا بعض الأعراض والعلامات العينية الهامة في التشخيص،  "كورمة" القرنية، ووصفوا بعض الطرق الجراحية الجديدة التي ابتكروها، ومنها علي سبيل المثال أسلوب الرازي في جراحة الناسور الدمعي، وأسلوب عماد بن على الموصلي في معالجة الساد. كما تعرفوا أيضا على بعض المظاهر الوظيفية الهامة للعين كحركة العين الحدقة، وعلاقتها بالنور والظلمة(8)، واستخدام بعض الكحالين التنويم المغناطيس أثناء علاج المرض. وفي هذا الصدد يذكر داود الأنطاكي: "يصنع من المغناطيس كحل ومن الحديد كحل أخر وتكحل من شئت من الحديد وتتكحل أنت من المغناطيس فإذا أطلت النظر إليه فإنه ينقاد إليك وقد جربه بن سينا(9)

استعراض بعض المعلومات التشريحية للعين :

1 - تركيب العين :

لا تختلف معلومات الأطباء المسلمين التشريحية في وصف العين عن معلومات الطب الحديث إلا قليلا، فالحقيقة أن المعرفة التشريحية اليوم إنما هي معلومات الأمس، وقد تطورت ونقحت عبر التاريخ. وسأحاول خلال الصفحات القادمة استعراض بعض المعلومات التشريحية التي ذكرها الأطباء المسلمون في هذا المجال، مع مقارنة بعضها بالطب الحديث(10).
أولا:  تشريح المقلة : (11)تعرف بـ العدسة أو الجسم البلوري(12)وتحتوي على :
- الرطوبة الجليدية :  هي بيضاء صافية نيرة مستديرة، ليست بمستحكمة الاستدارة، بل فيها عرض، وهي وسط العين كالنقطة، وهي أشرف أجزاء العين، لأن بها يكون البصر، وباقي الطبقات أعدت لخدمتها، لتدفع عنها آفة أو تؤدي إليها منفعة(13)
      ويعتبر هذا من الخطأ الذي وقع فيه الأطباء المسلمون؛ إذ أن الإبصار يكون بالشبكية ولـيس بالعدسة ، ويقال إن أول من أشـار إلى  أن الإبصار يكون بواسطـة الشبكية(14)هو الحسن بن الهيثم"(15) (م: سنة 430) ، وأنه خال المرئيات تنتقل إلى الدماغ بواسطة عصب البصر، وأن وحدة النظر بين الباصرتين عائد إلى تماثل الصور على الشبكتين(16).
وقد علق الدكتور خليل ياسين على وصفهم للرطوبة الجليدية بقوله: "إن الشيء الطريف في هذا التحليل لهئية العدسة في كونها بيضاء ومستديرة ومفرطحة وواقعة في وسط العين هي أدله تعتمد على معلومات فيزيائية وأخرى فلكية كانت معروفة حينئذ وهندسية"(17). ب –الرطوبة الزجاجية : تسمي حاليا المائع أو الخلط الزجاجي Vitreous. توجد في وسط الشبكية، ومنشؤها من الدماغ. وقيل إنها من الأخلاط. وهي تشبه الزجاج الذائب الصافي(18) يضرب قليلا إلى الحمره. أما الصفاء فلأنه يغذي الصافي "أعني الجليدية "، وأما الحمرة فلأنها من جوهر الدم. وهذه الرطوبة تعلو النصف المؤخر من الجليدية إلى أعظم دائرة فيها. وطبعها حارة رطبة"(19).
ويصفها على بن عيسي بقوله: "إن خلف الرطوبة الجليدية الرطوبة الزجاجية. وهي بالقرب منها وطبعها إلى الحرارة أميل قليلا، وهي كالزجاج الذائب، ولونها أبيض يضرب إلى اللون الأدكن"(20).
وفي الطب الحديث هي الحيز الذي بين العدسة والشبكية وهو أكبر من الخلط المائي ويسمي بالغرفة الخلفية posreior shambe)) ويكون مملوء بسائل هو الخلط الزجاجي(21)
- الرطوبة البيضية : تسمى حاليا الخلط المائي guess Humor A  وهو المائع الذي يملأ البيتين الأمامي والخلفي  Anterior and   posterior  chambers (22). وهي رطوبة بيضاء رقيقة، تشبه بياض البيض، وتقع أمام الرطوبة الجليدية، لتحفظ لها رطوبتها، ولتفصل بينها وبين الطبقة العينية. ويصفها على بن عيسي تشريحيا مع ذكر منافعها بقوله: "أما الرطوبة البيضة فإنها قدام الطبقة العنكبوتية، وهي ذائبة شبيهة ببياض البيض الرقيق، ولونها أبيض، وأما غذاؤها فمن الطبقة العنبية، ولها أربع منافع هي :
1-      أنها توقي الرطوبة الجليدية وتنديها، لئلا تجف وتصلب، من الحرارة الطبيعية من داخل، وحرارة الهواء من خارج .
2-      أن تندي الطبقة العنبية، لئلا تجف وتصلب بالحرارة الطبيعية، فتضر بالجليدية إذا لاقتها
3-   أن العنبية لها خمل وخشونة من داخلها، فتمنع خشونتها أن تلحق الرطوبة الجليدية، فتشف بخشونتها رطوبتها .
4-   أنها تقبل القوة الباصرة من داخل، وتؤديها إلى خارج، وتقبل أيضا المحسوس الذي يلقي هذه القوة من خارج، وتؤديه إلى داخل(23).
الملاحظ في هذا النص الاعتقاد الذي كان سائدا بين الأطباء المسلمين وهو أن الإبصار إنما يتم بملاقاة الروح الباصرة الخارجة من العين للأشياء. لذلك وردت العبارة "أنها تقبل القوة الباصرة من داخل، وتؤديها إلى خارج". ولكن الحسن بن الهيثم فند هذا الاعتقاد في بحوثه الفيزياوية المتعلقة بالضوء وكيفية الأبصار، وأحل محله الرأي العلمي الصحيح وهـو أن الإبصار يتم بواسطة الشعاعات الصادرة والمنعكسة من الأشياء على حاسة البصر(24).
وهناك بعض الاختلافات اليسيرة بين الأطباء المسلمين في عدد طبقات العين. وذلك أن بعضهم قال إنها سبع طبقات : ثلاث من وراء الجليدية، وهي الشبكية والمشيمية والصلبة. وأربع من قدام الجليدية، وهي العنكبوتية والعينية والقرنية والملتحمة. وبعضهم قال إن لها ست طبقات. ومن قال بذلك، فإنه لم ير أن يسمي الشبكية طبقة. وذلك لسببين أحدهما. أن الطبقة عنده منفعتها أن تقي ما هي عليه مطبقة، والشبكية ليست كذلك. والآخر أن الشبكية إنما أعدت لتغذي العين. ومن أجل ذلك لم تسم طبقة. أما الذين قالوا إن لها خمس طبقات، فلم يروا أن يسموا الغشاء الذي نصف الجليدية طبقة، لعلتين: إحداهما أنهم قالوا إن هذا الغشاء إنما هو جزء من الجليدية، و هو منها لا من غيرها، فليس هو إذا طبقة. والآخر أنهم قالوا إن هذا الغشاء إنما يغشي نصف الجليدية ولا يغطيها. وكل ما لم يغط الشيء الذي له أو يغشيه، فلا يقال له إنه طبقة(25).وأما الذين قالوا إن لها أربع طبقات، فلم يروا أيضا أن يسموا الملتحمة طبقة، لعلتين: الأولى قولهم إنما هي شبه رباط للعين من خارج وزمام لها. والثانية أنها ليس تغشي العين، ولا تنطبق عليها. وما لا ينطبق على ما أعد له ولا يغشيه، فلا يقال إنه طبقة. وأما الذين قالوا إن لها طبقتين، فقالوا إن الصلبة والقرنية طبقة واحدة، ذلك أنهم قالوا إن ثبات القرنية من الصلبة، وأنها ملتحمة بها(26).
وبذلك يتضح لنا أن هذا الاختلاف الذي جري بين القدماء إنما جري في اللفظ لا في المعني. والطبقات السبع في عضو العين هي:
أولا الطبقة الشبكية :- Retina
سميت بالشبكية لأنها تشبه الشبكة، لما فيها من عروق وأوردة. مؤلفة من العصبة المجوفة والعروق والأوردة. فهي تؤدي القوة الباصرة إلى الرطوبة الزجاجية، عن طريق الأوردة والشرايين فيها . ووصفها على بن عيسي بقوله: "وأما نباتها فمن طرف العصب الأجوف الذي يجري فيه الروح النفسائي، أعنى من ذاته. وذلك أن هذا العصب، إذا صار إلى وراء الرطوبة الزجاجية، وقف هناك، واستمد من الغشاء الرقيق الذي فيه عروقا دقاقا. تلك العروق، إذا انتهت إليه، أحاطت به، وتقسمت فيه بعروق دقاق كثيرة، ومازجت ذات العصبة، ثم يشبك بعضها ببعض، فتصير منها الطبقة الشبكية التي تحوي الزجاجية وتلحم في النصف من الجليدية على هذا المثال"(27).
وقد ذكر المجوسي غذاء الرطوبة الزجاجية، عن طريق الأوردة والشرايين في الشبكية، بقوله: "وأما العروق والشرايين التي فيها، فيؤدي بها الدم إلى الرطوبة الزجاجية. ومن البين أن الذي يصل منها إلى الرطوبة الزجاجية على طريق الرشح، وذلك أن الرطوبة الزجاجية ليس يصاب فيها عروق متصلة بها"(28).
وتبدأ الطبقة الشبكية من طرف العصب الباصر المجوف، الذي يخرج من الدماغ، حيث يتجه العصب اليمين إلى اليسار، ويتجه العصب اليسار إلى اليمين، ويتقاطعان على شكل صليبي ينفذ كل منهما إلى حدقتي العيينن: اليسار إلى العين اليسار، واليمين إلى العين اليمين(29).
وقد سمى العرب التصالب البصري (بالتقاطع الصليبي). وسموا العصب البصري (بالعصبة المجوفة) أو (بالعصب النوري). وظنوا أن اندماج الصورتين الآتيتين من المقلتين إنما يتم في التصالب البصري. وسموا الصورة "بالشبح"، وعملية ارتسام الخيال "بالتشبك". وتصوروا وجود "روح باصر" يمر من الدماغ إلى المقلة عبر العصبة المجوفة(30).
ثانيا - الطبقة المشيميةCHOROLD    :
سميت بذلك لأنها تشتمل على ما تحويه، ولأنها كثيرة العروق كالمشيمة، تغذى جميع طبقات الرطوبات التي حولها، وتقي الشبكية من الآفات التي ترد عليها(31). ومنشأ هذه الطبقة من الغشاء الرقيق الذي يلي العصب الباصر. وفي أثناء حديث على بن عيسى عن الدماغ تطرق لذكر المشيمة، فقال: "على الدماغ غشاءان: أحدهما دقيق لين، ومنفعته أنه يغذي الدماغ. والآخر غليظ صلب، يلي القحف، ومنفعته أنه يقي الدماغ من العظم. وإن كل عصبة تخرج من الدماغ مغشاة بكلا الغشائين، ومنفعته لها أن الباطن منها يغذى العصبة الباصرة، والظاهر يقيها من عظم الرأس، حتى إذا برزت العصبة من العظم الذي هي فيه، فارقت بعضها، فصار من ذات العصبة طبقة الشبكية على ما بيناه قبل، وصار من ذلك الغشاء الرقيق الذي يليه طبقة يقال لها المشيمة(32)، وهي تلتحم في الموضع الذي تلتحم فيه الشبكية على النصف من الجليدية، كأنك توهمت خطا مستقيما عليه قطعتان من دائرتين غير مستويتين(33).
ثالثا - الطبقة الصلبة :
تسمى حاليا القرنية Sclera. ذكر الأطباء المسلمون(34) أن الطبقة الصلبة تنبت من العصبة المجوفة، وعليها غشاءان. والعصبة في ذاتها يتولد منها الشبكية، ومن الغشاء الرقيق الذي عليها تتولد الطبقة المشيمية. وتتولد من الغشاء الغليظ، من الأغشية التي على هذه العصبة، الطبقة الصلبة. ومنها ابتداؤها ونباتها(35).
وأما عن فائدتها فقد ذكروا أنها تقي العين من الآلام الحادثة من العظم الذي فيه العين ومن ذاته، لئلا يضر بها، بسبب يبسه وخشونته. وهي كالرباط للعين من داخل، مثل الطبقة الملتحمة من خارج. وأما غذاؤها فمن الغشاء الذي نباتها منه(36).
ولابد من الإشارة هنا إلى أن الطبقات الثلاث هذه: الشبكية والمشيمية والصلبه، تقع من خلف الرطوبة الجليدية (العدسة)، كما أن الرطوبة الزجاجية تقع هي الأخرى خلف الجليدية .
رابعا - الطبقة العنكبوتية  ZUNUIES:
سميت بالعنكبوتية لأنها تشبه نسيج العنكبوت، وتقوم بالفصل بين الرطوبة الجليدية والرطوبة البيضية، لئلا تختلطا. كما تقوم بوقاية الرطوبة الجليدية من الأمراض التي تصيب الرطوبة البيضية. وتتغذى الطبقة العنكبوتية من فضل غذاء الرطوبة الجليدية على استدارة الموضع الذي يحتوي على الرطوبة الزجاجية. وتسمي هذه الطبقة العنكبوتية لمشابهتها بنسيج العنكبوت. وصفها الحموي(37) بقوله: "وهي شفافة صقلة(38)، يري الإنسان وجهه في صقالها". وذكر من فوائدها أنها تحجز ما بين الرطوبة الجليدية والرطوبة البيضية، لئلا تختلطا فتصيرا رطوبة واحدة، وأنها تقي الرطوبة الجليدية من العلل التي تعرض في البيضية، لأنها كثيرة الآفات، وتقبل فضلات الجليدية(39).
خامسا - الطبقة العينية :
تسمي حاليا القزحية Uvea  Iiris . ذكر الأطباء المسلمون(40) أنها كشكل نصف عنبية، ولونها أسمانجونجي(41) بين البياض والسواد والحمرة، يجمع البصر، ويعدل الضوء. جعل فيها ثقب يسمي الحدقة pupil لينفذ منها شبح المبصرات(42).وهي تنبت من الطبقة المشيمية، وتلتحم بالطبقة الشبكية. وتتكون من طبقتين: طبقة خشنة من الداخل، وطبقة ملساء من الخارج. وفائدتها أنها تغذي الطبقة القرنية بما فيها من عروق وأوردة، لأن الطبقة القرنية ليس فيها من الأوردة والعروق ما يكفي لتغذيتها(43) وكذلك لتحجز ما بين الجليدية والقرنية، لئلا تضرها بصلابتها وكثافتها، ولتجمع الروح الباصرة التي من داخل، لئلا يتبدد النور. والدليل على ذلك أنه إذا حدث في ثقب العنبية الاتساع، تبدد النور، وبطل البصر. وفائدتها أخيرا أنه تجمع الرطوبة البيضية فيها، لئلا تصل إلى الخارج((44)
سادسا - الطبقة القرنية(45)Cornea  :
وصفها الأطباء المسلمون(46) بأنها تبدأ من الطبقة الصلبة، وتلتحم بالطبقة المشيمية، وتتغذى من العينية، لأن القرنية لا يوجد بها العروق الأوردة التي تكفي لغذائها. وهي بيضاء صلبة، لها أربع  قشرات(47)، وذلك لأنها الجدار الواقي للعين، بحيث أنه كلما انتهكت منها قشرة، تكون الأخرى صاحبتها تنوب عنها. القشرة الخارجية يابسة وخشنة، لتجذب بخشونتها الغذاء من العينية. أما القشرتان اللتان في الوسط فإنهما معتدلتان(48).
سابعا - الطبقة الملتحمة Conjunctiva :
تبدأ من الغشاء الصلب الذي فوق قحف الدماغ، ويعرف بالسمحاق(49). وتتكون من لحم أبيض. ونهاية هذه الطبقة من خارج هو نهاية الظاهر من سواد العين، وتتغذى من الطبقة الصلبة، إذ يوجد في ما بينها أوردة دقاق متصلة لتغذي الملتحمة(50). وهي لا تغشي العين كسائر الطبقات، لأن جسمها غليظ صفيق. ولو كانت تغشي العين كسائر الطبقات المغشية لها، لكانت تمنع نفوذ البصر إلى الخارج، لغلظ جسمها وصفاقته. كذلك إذا أنفذت النور أنفذته نفوذا ضيقا بمشقة شديدة. وسميت بالملتحمة لأنها تلتحم بالقرنية، وتحيط بها، لتشد العين وتربطها من الخارج بالعظم، كما تغطي العضلات التي تحرك العين(51).

تشريح عضلات المقلة  Eyeball :

تعارضت آراء الأطباء المسلمين في تشريح عضلات المقلة. فيرى ابن سينا أن عدد العضلات المحركة لمقلة العين ست، كما توجد وراء المقلة عند بعض المشرحين عضلة واحدة، وعند بعضهم عضلتان، وعند بعضهم ثلاث عضلات(52). وقد ذهب المجوسي إلى هذا المذهب من قبل فقال: "أما العضل التي تدعم العصب فزعم قوم أنها واحدة ، وزعم قوم أنها عضلتان ، وزعم قوم أنها ثلاث . أما العضل الذي يحرك العين نفسها فست عضلات: منها عضلتان تديران العين، ومنها واحدة تحركها إلى أسفل، واحدة إلى فوق، وواحدة إلى الجانب الأيمن، وواحدة إلى الجانب الأيسر"(53). وقال على بن عيسي الكحال: "عدد عضل العين تسع. فأما مواضعها، فواحدة في جانب المآق الأكبر، تحرك العين إلى ما يلي الأنف، والأخرى في اللحاظ، تحرك العين إلى جانب الصدغ، والأخرى من فوق، تحرك العين إلى فوق، والأخري من أسفل، تحرك العين إلى أسفل، وعضلتان فيهما اعوجاج إلى خارج، تديران العين إلى فوق وأسفل ويمنة ويسرة، وثلاث عضلات في فم العصبة المجوفة، لتشد فمها، وتمنع من أن تتسع، فتبدد قوة البصر. وفيها منفعة أخرى، ذلك أنها تشد وتربط جملة العين"(54). ويرى ابن القف: "أن العضلات التي تحرك كل مقلة سبع: أربعة منها إلى الجهات الأربع، وعضلتان تحركانها على هئية الاستدارة، وضعهما على تأريب في كل جفن من جانب الآماق، وتمتدان إلى جهة اللحاظ من فوق العين ومن تحتها، وعضلة تدعم العصبة داخل العين، وهـي واحدة، وفروعها ثـلاث عضلات. فتكون العضلات المحركة للمقلتين أربع عشرة عضلة"(55).

ومـن هـذا يتضـح اتـفـاق أغلب الأطبـاء المسلمين(56)عـلى أن العضلات التـي تحـرك مقـلة العـين سـت هي :
1-عضلة في جانب المآق الأكبر تحرك العين إلى ما يلي الأنف(57).
2-عضلة في اللحاظ تحرك العين إلى جانب الصدغ(58).
3-عضلة من فوق تحرك العين إلى أعلى(59)- عضلة من أسفل تحرك العين إلى أسفل(60).
5- عضلتان فيهما اعوجاج إلى الخارج تحركان إلى الاستدارة(61).
أما الاختلاف بين الأطباء المسلمين في وجود عضلات خلف المقلة، فمنهم من تجاهلها ولم يذكرها إطلاقا كما عند الرازي(62)، ومنهم من قال إنها موجودة وموضعها في فم العصبة المجوفة (63)، وفائدتها لثثبيت قوة العين، ولمنعها من الجحوظ عند التحديق. كما أنها تثبت العصبة المجوفة(64).
وقد انتقد ابن النفيس ذلك في قوله: "إن هذا جزاف . هذه العضلة غير ملاقية للعصب النوري البتة؛ إذ هي وراء الطبقة الصلبة (65).
وكذلك اختلف الأطباء المسلمون في عددها. فمنهم من قال إنها واحدة(66)، ومنهم من قال إنها ثلاث(67)، ومن جعلها عضلة واحدة لها ثلاثة رؤوس (68).
غير أن حنين بن اسحق أشار إلى هذه العضلات بقوله: "إن العضلات الثلاث الخلفية الموجودة في مؤخرة عين الحيوان لا توجد عند البشر"(69). وهذا يدل على دقة الأطباء
المسلمين في تشريح عيون الإنسان والحيوان، وأنهم فرقوا بين بعض أعضاء الإنسان والحيوان(86). ويقول بورتال: إن أطباء اليونان لم يشيروا إلى ذلك"(70).
أما عن إحساس العين، فقد ذكر الأطباء المسلمون(71) أنه يكون من الأغشية التي منها تألفت.  لأن مبدأ العين من الأغشية التي الدماغ، كما تقدم ذكره. والأغشية في نفسها حساسة، لأنها مؤلفة من ليف عصباني. وقالوا إن حسّها من العصب المحرك لها، وذلك أننا نجد أعصابا كثيرة يؤتى منها الحس والحركة معا. والحس يكون بتغير العصب بعض التغير، بما يحدثه فيه الشيء الذي يحسه. والحركة إنما تكون بأن يفعل العصب فعله فقط، من غير أن يفعل شيئا من فعل غيره. ولهذا فإن عصب الحس  ألين من عصب الحركة(72).

تشريح الجفن :

ذكر الأطباء المسلمون(73) أن الجفن يتركب من جلد وشحمة وعضلة، ثم غضروف(74) وهذب مانع لما يطير إلى العين وينحدر إليها من الرأس، ولتعديل الضوء بسواده، ومن غشاء(75)
  وأما حركة الجفن، فإن الأعلى هو الذي يتحرك فقط، لأن الأسفل غير محتاج إلى الحركة. ويحرك الجفن الأعلى ثلاث عضلات(76)واحدة تحدبه إلى أعلى(77) ، وموضعها بالقرب من عظم الحاجب، تأتي وسط الجفن، وينبسط وترها على حرف الجفن، وتتصل مستعرضة بجرم الغضروف المنقوش تحت منبت الشعر. واثنتان تحركانه إلى أسفل للتغميض، موضعهما من الجفن في المآقين مما يلي أصول الشعر(78).
بذلك يتضح لنا أن الأطباء المسلمين اتفقوا مع الطب الحديث على أن عدد عضلات الجفن ثلاث عضلات.
فائدة الجفن: الجفن الأعلى يتحرك بثلاث عضلات، فائدتها وقاية العين في وقت استغنائها عن النظر، أي وقت النوم، ووقاية العين من التراب والغبار، وسترها من حر الهواء(79).
وفي هذا الصدد يذكر ابن القيم الجوزية: "أن  الله قد جعل لكل طبقة من طبقات العين شغلا مخصوصا، لو زاد على ذلك أو نقص لاختلت المنافع والمصالح المطلوبة(80) هذا وقد اتفق مع ابن القيم في هذا الرأى معظم الأطباء المسلمين((81).

الهوامش

([1]) يقال للطبيب الذي يقوم بمعالجة العين وما يصيبها من أمراض "الكحّال". ومن شروط هذه الصناعة :      أ- المعرفة الجيدة بتشريح العين . ب- دراسة أنواع الأمراض التي تصيبها .                 ج-الخبرة بتركيب الأدوية ومختلف العلاجات الضرورية لأمراض العين              =انظر خليل ياسين: الطب والصيدلة عند العرب،ص159.
 (2)     الأغشية والصفاقات مترادفة على معني واحد، لكن الصفاق أرق من الغشاء، كالصفاق العنكبوتي القرني. وتسمي أغشية وصفاقات. وكذلك الصفاق الذي على مرادف البطن، وجوهرهما جوهر واحد. وهي أجسام منتجة من ليف عصباني غير محسوس، دقيقة الثخن عريضة، تغشي سطوح أجسام أخر، وتحتوى عليها لتحفظ جملتها على شكله       =انظر الحموي، صلاح الدين يوسف : نور العيون وجامع الفنون، ترجمة: محمد ظافر الوقائي (دمشق، 1987)، ص18. 
(3)      حموي : المصدر نفسه،ص17.  
(4)      طوقان: العلوم عند العرب، ص23.    
(5)      بابا في تشريح العين، وبابا في الأمراض، وبابا في طرق المعالجة.
(6)      محمود، بالحاج قاسم: طب العيون عند العرب، المورد، المجلد الرابع، العدد الثاني (بغداد، 1992) ص50.
       
7)       الرفاعي، أنور: تاريخ العلوم في الإسلام، دار الفكر (بيروت، 1973م) ص123.        
(8) شنواني، منير وخلود معروف : طب العيون عند العرب، المؤتمر العالمي الثالث لتاريخ الحضارة العربية الإسلامية، جامعة دمشق (دمشق، 1981) ص171.   
9)       تذكرة الألباب والجامع للعجب العجاب، (د.م. ، د.ت.) 1/ 145.
(10)     حمارنه، نشأت : وصف الحول في المهذب لابن النفيس، مجلة تاريخ العلوم العربية، معهد التراث العلمي، المجلد الثامن، العددان 1-2 (حلب، 1984 ) ص18.
(11)     العبادي، حنين ابن إسحق : العشر مقالات في العين، حققه المستشرق الألماني ماكس مايرهوف، المطبعة الأميرية (القاهرة، 1942) ص73-81.    =كذلك ابن ربن الطبري، أبو الحسن بن علي بن سهل: فردوس الحكمة في الطب (برلين،1982) ص159-160.  ابن سينا: القانون في الطب، 2/108-110.  =الموصلي: تذكرة الكحالين،ص13-20.    =البغدادي، مهذب الدين أبي الحسن علي بن أحمد: المختارات في الطب، جمعية دائرة المعارف العثمانية( حيدر آباد الدكن،1962) 1/50-51.  =ابن النفيس: المهذب، ص65.    =ابن القف : العمدة، 1/95-97.
(12)     في الطب الحديث تطلق على الحيز بين القرنية والعدسة بالغرفة الأمامية anreior chanhev  ، وتكون مملوءة بسائل هو الخلط المائي.         انظر : Richard S. Snell, M.D.,ph.D.  Clinical  anatomy for medical students, little, Brown and company,  Boston/Toronto,  Third Edition- 1986,  p.815-816
(13)     حنين ابن اسحق : العشر مقالات في العين ص73-81.     
(14) يشير جورج سارتون إلى أن ابن رشد هو أول من أدرك وظيفة الشبكية بصورة صحيحة كما وصفها في كتاب الكليات    =انظر تاريخ العلوم ص305-306.       
(15)     هو أبو محمد الحسن بن الهيثم العالم الكبير في مجال الضوء ومكتشف الطريقة العلمية الجديدة للبحث العلمي، ومن أعظم علماء العصور الوسطي في علم الطبيعة. ولد في البصرة(345هـ-965م). ترك البصرة وهو في الرابعة عشرة من عمره. وأشهر أبحاثه في البصريات، وأهم كتبه كتاب" المناظر" وكتاب"الكليات" وغيرهما. انتقل إلى مصر في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، الذي ولاه بعض دواوين مصر. توفي بالقاهرة بعد سنة (432ه ـ1041)       =انظر القفطي : تاريخ الحكماء ص 165 –167        =كذلك صاعد الأندلسي : طبقات الأمم ص150      =شيخاني، سمير  : أعلام الحضارة، مؤسسة عزالدين للطباعة والنشر( بيروت،1981م)3/ 200-211.
(16) ابن الهيثم : كتاب المناظرات. كذلك فائق، فرات : الكحالة عند العرب، منشورات وزارة الاعلام (بغداد،1975) ص47      =كذلك محمد الحاج : الطب العربي، ص304 –305.    
(17)     الطب والصيدلة عند العرب، ص163. 
(18)     تسمي حاليا المانع الزجاجي vitreous   =انظر ابن النفيس: المهذب ، ص 65.                     
(19)     ابن اسحق : المصدر السابق  ، ص75 .    كذلك الحموي: نور العيون وجامع الفنون، ص44.       
(20)     تذكرة الكحالين، ص14.       
(21)     Clinical  anatomy, p.817   
(22)     ابن قرة ، ثابت : البصيرة –تحقيق محمد رواس قلعة جي ، محمد ظافر الوفائي –شركة العبيكان ( الرياض ، 1991م)ص38.
(23)     تذكرة الكحالين ، ص19         
(24)     ياسين خليل : الطب والصيدلة عند العرب، ص165.
(25)     العبادي: العشر مقالات في العين، ص77.
(26)     المصدر نفسه، ص78.  
(27)     تذكرة الكحالين، ص21.       
28)     كامل الصناعة الطبية، ص99.  
(290)    الحموي : نور العيون، ص37.           العبادى : العشر مقالات في العين، ص85.   فردوس الحكمة، ص160. ابن سينا : القانون 1/54.          ابن عيسي : تذكرة الكحالين، 22-35.        موفق الدين البغدادي : المختارات 1/33-50–80 .    ابن القف : العمدة 1/40-44.    وقد خالف ابن النفيس هنا جالينوس بقوله إن العصبين البصريين لا يتقاطعان، بل يتلامسان. لكن ابن النفيس استدرك هذا الخطأ فقال: إن العصبتين متقاطعتان.     =انظر شموط، محمد نزار : أسبوع العلم الثامن حول ابن النفيس (دمشق ، 1967م) ص9 .        
(30)     حمارنة : وصف الحول في المهذب .ص21 . 
(31)     الحموي : نور العيون، ص40. 
(32)     تذكرة الكحالين ،ورقة 5-6.
(33)     العبادي : العشر مقالات في العين ص79.    
(34)     انظر كلا من: العبادي : العشر مقالات في العين ، ص86..    الرازي : كتاب المنصورى، ص71.     ابن سينا: القانون 1/148.   المجوسي: كامل الصناعة الطبية 1: 99 .  على ابن عبس : تذكرة الكحالين، ورقة7.
35)     العبادي المصدر السابق ، ص88 .  
(36)     المجوسي: المصدر نفسه، 1/100. 
(37)     نور العيون وجامع الفنون، ص42.     
(38)     صقله : العضل،كالكتف القليل اللحم، وهو يريد بها هنا أنها مصقولة.  =الحموي : نور العيون، ص42.    
(39)     الحموي : المصدر السابق، ص41.     
(40) انظر كلا من: العبادي : العشر مقالات في العين، ص86.  الرازي: كتاب المنصورى، ص     ابن سينا: القانون 1/     المجوسي: كامل الصناعة الطبية 1/99.   على ابن عبس : تذكرة الكحالين، ورقة 7.  
(41)     الاسمانجونجي : نوع من الفيروزج. وهي كلمة فارسية تعني السمائي اللون أو الأزرق اللون.  =الحموي: المصدر السابق، ص41.
(42)     ويعتبر الرازي أول من عرف أثر الضوء في حدقة العين، وأنه يساعد على اتساعها ليلا وانكماشها نهارا.    =انظر الرازي:المنصورى، ص60.
(43)     على بن عيسي : تذكرة الكحالين، ورقة 8  .
(44)     الحموي : المصدر السابق، ص42.   
(45) نعت بهذا الاسم لأنها تشبه القرن المبري أو الذيل، ليوصل إلى العين حس البصر. وأول من اعتقد ذلك ابن سينا في كتابه القانون بقوله: "القرنية تشبه القرن المرقق بالبري.  =انظر ثابت بن قرة: البصر والبصيرة، ص40.    
(46) انظر كلل من: العبادي : العشر مقالات في العين، ص86.  الرازي : كتاب المنصورى، ص72.      ابن سينا: القانون 1/48.     المجوسي: كامل الصناعة الطبية 1/99.   على ابن عبس : تذكرة الكحالين ورقة 8.       
(47) ثبت حاليا بعد الدراسة المجهرية أنها مؤلفة من خمس طبقات، هي من الظاهر إلى الباطن على التوالي: الظهرية  Epithelium غشاء بحومان  Bowman سدي Sroma،  غشاء ديسمه  Descemets  Membrane الطبقة البطانية   Endothelium        =انظر الصليبي، سمير: العين، منشورات الجامعة اللبنانية، (بيروت، 1981) ص17-20.           
(48)     المجوسي: :المصدر السابق 1/99.      كذلك ابن عيسي : المصدر السابق، ص26.     
(49)     وهو جسم غضروفي غليظ صلب.   =الحموى : المصدر السابق، ص43.     
(50)     منهم من يرى أن غذاءها من الغشاء الذي فوق القحف الذي ابتدأت منه.   =انظر سزكين: طب العيون عند المسلمين، ص377      
(51)     العبادي: المصدر السابق.    =كذلك ابن عيس : المصدر السابق، ورقة 9.
(52)     القانون، 1/40.
(53)     كامل الصناعة الطبية 1/86.  
(54)     تذكرة الكحالين، ص31 –32 .
(55)     العمدة في الجراحة، 1/67-68.       
(56) نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر : المجوسي: كامل الصناعة، 1/87.  ابن القف: العمدة، 1/60.   ابن سينا: القانون 1/40.  ابن النفيس: المهذب، ص62-63.    على بن عيسي: تذكرة الكحالين، ص8.
وهذا تقسيم للعضلات في الطب الحديث .     
          (57) هي العضلة المستقيمة الإنسيه Medial   Rectus    musele
(58)    هي العضلة المستقيمة الوحشية Lateral   Rectus musele        
(59)    هي العضلة العلوية Superiar    Reetus   musele   
(60)     هي العضلة السفلية Interior   Reetus   musele  
(61)     هي العضلة الحرفة السفلية Interior  oblgue  musele    
(62)     المنصورى، ص50.  
(63)     الطبري : فردوس الحكمة، ص163.  
(64)     شموط: المصدر السابق، ص48.  
(65)     مومق الدين البغدادي : المختارات في الطب، 1/28.          
(66)     ابن عيسي : المصدر السابق، ص31-32.   
(67)     ابن سينا : المصدر السابق، 1/40       كذلك ابن القف: المصدر السابق1/63.
(68)     العشر المقالات في العين، ص82.   
(69)     يذكر فائق فرات : من المرجح أنهم قصدوا بهذه العضلات تلك التي توجد عند الحيوانات؛ إذ يكون عملها انعكاسيا، وتتألف من العضلات الملساء Smootv musele حيث يوجد منها عضلة واحدة في العضلة الرابعة للجفن العلوي، وتسمي Muller muscle        =انظر الكحالة عند العرب، ص48.      
(70)     العاني، مصطفي الشريف: الطب العربي بين التراث والمعاصرة، مجلة المورد، المجلد السابع، العدد الثاني (بغداد، 1978) ص41.    
(71)     نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: المجوسي: كامل الصناعة، 1/87.   ابن القف: العمدة، 1/60.  ابن سينا: القانون 1/40.    ابن النفيس: المهذب، ص62-63.       على بن عيسى: تذكرة الكحالين، ص32.   
(72)     الحموي: المصدر السابق، ص47.      
(74)     العبادي : العشر مقالات في العين، ص82 .  كذلك ابن سينا : القانون 1/40-41 و 2/110.  على ابن عيسى: المصدر السابق، ص38 .   ابن القف: العمدة 1/63-64.       
(75)     Tarsus           
(76)     غشاء المنظمة الجفني Pelpbral   Griyueiva         
(77)     الواقع أن هناك عضلتين مخططتين Striped muscles وفي الجفن العلوي هما العضلة الرافعة الجفنية العليا  Levator palprbrac Superioris  التي ترتكز على الحافة العليا لعظم الحجاج، وطرفها الآخر يتصل بالحافة العليا للصفيحة الغضروفية Tarsus ، وهي عضلة تستلم عصبها من العصب الدماغي الثالث. والعضلة الثانية هي العضلة الجدارية الجفنية Orbieularis Palbrarum  musele التي تقع بين الغضروف والجلد، وتستلم عصبها من العصب الدماغي السابع (العصب الوجهي). وهناك عضلة ثالثة غير مخططة Unstriped mucle  هي عضلة ملرMuller s  musele  التي تنشأ في الجفن العلوي، من خلال العضلة الرافعة الجفنية العليا، = =وتهبط خلفها لتتصل بالحافة العليا للصفيحة الغضروفية. وهذه العضلة يجهزها العصبي العطوف.   =انظر فرات: المصدر السابق، ص50.
(78)     العضلة الرافعة الجفنية العليا Levantor  palpedrae   Superioris
(79)     لعله يقصد بها ما يسمي الآن بالعضلة المدارية الجفنية O rbecularis   =انظر الحموي، المصدر السابق،ص48.
(80)    العبادي: المصدر السابق، ص81-82.         
      ويقول ابن الهيثم في هذا الشأن: لما لم يكن لعين الذبابة أجفان فإنك لا تزال تراها تنظف أعينها بيدها من آثار الغبار والكدرات. ولقد قارن بذلك عين الإنسان وعين الحيوان. إن هذه الناحية خاصة من علوم الغرائز  والتشريح تدعي بالعلوم التطبيقية المقارنة. وهي علوم جديدة انتبه لها العلماء في القرن الأخير ، فوسموها وظنوا أنهم مبتكروها، مع أن علماء المسلمين كانوا قد أشاروا إليها من عهد بعيد.   =انظر الشطي: الطب في الإسلام، ص146.
(81)     البيان في أقسام القران، ص33.
وفي هذا الصدد يقول الشطي: لقد أثبت أطباء العيون أستاذا إلى جراحة باطن العين وأمزاجها صدق آرائه فقد تبين أن نقص الرطوبات المذكورة أو زيادتها يؤدي إلى أمراض العيون،  –الغلوم كوم –إفراط الرطوبات المذكورة تسبب الساد في العين، ماء العين الأبيض كاتاراكت ، تصلب الرطوبة الأمامية = انظر اللب في الإسلام والطب (دمشق ، 1959) ص139.        
(82)اتفق معه في ذلك-على سبيل المثال- كل من: المجوسي: كامل الصناعة، 1/87.   ابن القف: العمدة، 1/60.  ابن سينا: القانون 1/40.  ابن النفيس: المهذب، ص62-63.   على بن عيسى: تذكرة الكحالين،،ص32

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تاريخ علم التشريح عند أطباء العرب المسلمين...د.زكية بالناصر القعود

     يحاول  الباحث هنا أن يهتم بجانب من التراث الطبي الإسلامي وهذا فى الحقيقة يعنى التاريخ له وللمرحلة التى نشأ فيها وإبراز الاكتشافات العلم...